وقفت الخنساء تحرّض بنيها على القتال، والخروج إلى الجهاد، مع جيوش المسلمين في حرب القادسية قالت: أي بني: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين. والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنوا رجل واحد، كما أنكم بنوا امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا غيرت نسبكم، فإذا رأيتم الحرب قد شمـَّرت عن ساقيها، فيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، تظفروا بالغـُنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة، أي بني، اطلبوا الموت، توهبْ لكم الحياة. وعندما سمعت بمصرع بنيها الأربعة، وما أبلوا من بلاء حسن، ما أنـَّت، ولا ولْوَلت، بل قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وإني أرجو أن يجمعني الله وإياهم، في مستقر رحمته، وواسع جنته.