كان بعض المغفلين يقود حماراً. فقال رجل لرفيق له: يمكنني أن آخذ هذا الحمار ولا يعلم هذا المغفل. فقال: كيف ومقوده بيده؟ فتقدّم فحلّ المقود ووضعه في رأسه هو، وأشار إلى رفيقه أن يأخذ الحمار ويذهب به، فأخذه ومضى. ومشى ذلك الرجل خلف المغفل والمقود في رأسه ساعة، ثم وقف، فجذبه فلم يمش. فالتفت المغفل فرآه، فقال: أين الحمار؟ فقال: أنا هو. قال: وكيف هذا؟ قال: كنت عاقاً لوالدتي فمُسِخْتُ حماراً، ولي هذه المدة في خدمتك. والآن قد رَضِيت عني أمي فعُدتُ آدمياً. فقال المغفل: لا حول ولا قوة إلا بالله! وكيف كنتُ أستخدمك وأنت آدمي؟! قال: قد كان ذلك. قال: فاذهب في حفظ الله. فذهب. ومضى المغفل إلى بيته فقصّ على زوجته القصة، فقالت له: اذهب غداً إلى السوق واشترِ حماراً آخر. فخرج إلى السوق فوجد حماره معروضاً للبيع، فتقدّم منه وجعل فمه في أذن الحمار وقال: يا أحمق، عُدْتَ إلى عقوق أمك؟!