دخل الحسن بن أبي المشرف على الفضل وزير الخليفة المعتصم. فقال له الفضل: يا حسن، نحتاج إلى رجل جزلٍ في رأيه، متوفّر لأمانته، متصرّف في الأمور بتجربته، مستقدرٍ على الأعمال بعلمه، تصف لنا مكانَه، وتشير علينا به فنقلـّده جسيمـًا من عملنا. فأجابه الحسن سريعـًا قال: وجدتُه لك، أصلحك اللّه. قال: من هو؟ قال: أنا. فتبسـّم الفضل وقال: هذا القول من غيرك فيك أحسنُ منه بلسانك لك. نعود وننظر إن شاء اللّه! من رسالة "ذم أخلاق الكُتـّاب" للجاحظ.