hojaily مشرف متميز
عدد الرسائل : 294 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالب المزاج : هادئ تبادل إعلاني : نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 03/02/2008
بطاقة الشخصية لعبة الأدوار:
| موضوع: يوم يكشف عن ساق الجمعة يوليو 11, 2008 12:59 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تفكر ساعة……
يوم يكشف عن ساق الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد…
إذا تأمل الإنسان في مكانته على هذه الأرض، وجد أنه المخلوق الذي غلب غيره من المخلوقات واستطاع السيطرة عليها وتسخيرها لمصلحته، وقد يغتر الإنسان عندما يصل إلى هذا الحد من التفكير ويظن أنه المالك المسيطر المتصرف كيفما يشاء.!!! ولكن إن أمعن التفكير اكثر وحلل الأمور بصورة أدق واعمق لوجد أنه لم يخلق شيئاً من هذه المخلوقات التي يتصرف فيها كيفما يشاء بل سيجد بتفكره أنه لا يملك الإمكانيات ولا الأسباب على أن يخلق اصغر مخلوق من هذه المخلوقات ولا حتى ذبابة، بسم الله الرحمن الرحيم: ((يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)) (الحج: 73). كما إن الإمكانيات التي تمكن بها من أن يستخدم غيره من المخلوقات ليست من خلقه أيضاً، فالعين التي يبصر بها والأذن التي يتعلم ويسمع بها والعقل الذي يفكر به واليد التي يعمل بها والقدم التي يتحرك بها والأعضاء المختلفة ليست من صنعه ولا حتى يستطيع أن يخلق أو أن يتصرف في خلية واحدة من خلاياه، بل ولا مركب كيميائي واحد موجود في جسمه، فالإنسان ليس بمالك لشيء من نفسه ولا لشيء من المخلوقات التي ينتفع بها ويسخرها لمصلحته.
فكيف استطاع الإنسان أن يتصرف فيما لا يملك؟ وفي ما لا يعرف شيئاً عن كنهه وطبيعة خلقه ووظيفته إلا بعد عناء وتجربة ومشاهدة قابلة للخطأ والصواب؟ ولا نجد جواباً منطقياً على هذا السؤال إلا الجواب التالي: إن الله سبحانه وتعالى الخالق للإنسان وللمخلوقات كافة قد اختار الإنسان لدور الخلافة في الأرض، فسخر المخلوقات له وأعطاه الإمكانيات التي تمكن بها من هذه السيطرة، ولا تكون هنالك حكمة من الاستخلاف إلا أن يعمل المستخلف ما يريده صاحب الملك، كصاحب الأراضي والعقارات الذي يستخلف من ينوب عنه من الموظفين والمحاسبين ليتابعوا مصالحه ويهتموا بها فلا يعملوا إلا بطاعته ويتبعون أوامره بحذافيرها لقاء الأجر الذي يعطيهم إياه لأنه هو المالك المتصرف وهم المستخلفون، ولله المثل الأعلى. وهكذا فالحكمة من وجود الإنسان على الأرض واستخلافه فيها ليس إلا أن يعمل الإنسان ما يريده الخالق منه. والله سبحانه وتعالى بين لنا الوظيفة الأساسية للإنسان في هذه الحياة الدنيا، فقال تعالى في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.)) (الذاريات: 56-58)، فإذا غاية الخلق هي العبادة.
إن مفهوم العبادة في الإسلام هي أن تعبد الله سبحانه وتعالى شكراً على نعمه الكثيرة الجليلة التي لا تعد ولا تحصى التي أنعمها على هذا الإنسان المكرم، كما قال تعالى في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: ((اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور.)) (سبأ: 13). وهكذا فالإنسان يعبد الله تعالى شكراً على نعمه، وبأن جعله خليفة في الأرض وجعله سيد الكائنات والمخلوقات يتصرف فيها كيف يشاء وهي خاضعة مستسلمة منقادة له بتسخير وبهادية من بارئها عز وجل، وبأن خلقه بهذه الهيئة الجميلة السوية الحسنة، بسم الله الرحمن الرحيم: ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.)) (التين: 4)، بسم الله الرحمن الرحيم: (( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك.)) (الانفطار: 6-، وبأن خلق له هذه الأعضاء التي تمكن بواسطتها من أن يرى ويسمع ويفكر ويتحرك...الخ. هذا المعنى يذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة)). إن كل عضو من أعضاء الإنسان نعمة من الله وتعالى وكل سلامى (عظم) من عظام الإنسان منّه ونعمة من الله سبحانه عليه تستوجب الشكر بأداء الصدقات التي هي ليست فقط صدقات الأموال وإنما تشمل كل العبادات والطاعات وأعمال الخير والبر التي يشير إليها الحديث الشريف.
ونأخذ مثالا عضو من أعضاء جسم الإنسان في خلقه عجب، وفيه يكمن السر بتميز الإنسان عن باقي المخلوقات بكونه مستوي القامة مرفوع الرأس، هذا العضو هو العمود الفقري.
العمود الفقري في الإنسان
إن استواء العمود الفقري مع نهاية الأسبوع السابع من عمر الجنين يمثل نقطة تحول خاصة في تطور الجنين كدلالة على تميز الكائن البشري وتفرده بانتصاب القامة بين الكائنات الحيوانية الأخرى. إن العمود الفقري ذو دلاله باهرة على روعة الخلق والتصوير، فهو يتكون من 33 فقرة ويوجد بين كل فقرة وأخرى قرص غضروفي وعضلات تحيط بالفقرات من كل جانب. فماذا لو لم يكن العمود الفقري مكوناً من هذه الفقرات والأقراص؟!! إن الإجابة مفزعة فلولا خاصية تمفصل الفقرات لبقي الإنسان جامداً لا يستطيع أن ينحني ويلتقط الأشياء من الأرض ولا يستطيع الميل إلى الجانبين، والخلاصة فانه سيصبح قطعة واحدة حيث تعلق به الأطراف وتتحرك على مستواه فقط!!! إن هذا الخلق يدل على الحكمة والإبداع والرحمة والإنعام الذي يستوجب الشكر عن طريق الطاعة والعبادة.
حقائق مدهشة عن العمود الفقري يتكون العمود الفقري من 26 فقرة بين كل فقرتين قرص غضروفي يعمل كممتص للصدمات عند المشي والركض والقفز. طول العمود الفقري يتغير في اليوم الواحد، ففي المساء يصغر طول العمود الفقري حوالي (ا سم) عن طوله في الصباح وذلك لانكماش الغضاريف مع الفقرات. الأطفال عندهم 33 فقرة ثم مع امتداد العمر تندمج بعض الفقرات مع بعضها ليصبح عددها 26 فقرة. إن العمود الفقري ليس عمودياً وإنما فيه انحناءات عديدة في منطقة العنق واسفل البطن والعجز وهذا ما يمنحه قوة ومرونة واستقرار اكثر لتأدية وظيفته وقابليته على الحركة. إن أي خلل وظيفي في عمل العمود الفقري يؤدي إلى إعاقة كبيرة لحركة الإنسان، إن تشنج عضلي بسيط ممكن أن يؤدي إلى صعوبة الحركة والمشي والجلوس والنوم إضافة إلى الآلام الشديدة. مرض الانزلاق الغضروفي يؤدي إلى آلام شديدة جداً وعدم القدرة على الحركة وخدر في الأطراف ويعتبر مرض معيق جداً وعلاجه صعب جداً. وبعض أمراض الفقرات تصل عواقبها إلى حد الشلل أو الموت عافانا وعافاكم الله. فسبحان الله والحمد لله على العافية وعلى النعمة الكبيرة التي أنعمها على الإنسان.
ثم يأتي الإنسان بغروره وبضلاله ولا يشكر هذه النعمة العظيمة ولا ينحني ويسجد لله شكراً له على نعمة العمود الفقري الذي يمكنه من الانحناء وباقي أنواع الحركة لتأدية وظائفه وفعالياته اليومية، ألا تخاف أيها الإنسان من أن يسلب الله سبحانه وتعالى منك هذه النعمة ويتصلب ظهرك فلا تستطيع الانحناء بعدها، فكر كيف تستطيع العيش بعد ذلك. ثم يوم القيامة هل تعرفون ماذا يحصل، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم: ((يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون. خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون.)) (القلم : 42-43)، "يوم يكشف عن ساق" أي واذكر يا محمد لقومك ذلك اليوم العصيب الذي يكشف فيه عن أمر فظيع شديد في غاية الهول والشدة، "ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون" أي ويدعى الكفار للسجود لرب العالمين فلا يستطيعون لأن ظهر أحدهم يصبح طبقاً واحداً كما جاء في الحديث النبوي الشريف ((يسجد لله كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعةً فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً)) (جزء من حديث طويل أخرجه البخاري ومسلم)، "خاشعة أبصارهم ترهقهم ذله" أي ذليلة متواضعة أبصارهم لا يستطيعون رفعها وتغشاهم وتلحقهم الذلة والهوان، "وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون" أي والحال انهم كانوا في الدنيا يدعون إلى السجود وهم أصحاء الجسم معافون فيأبون، قال الإمام الفخر: لا يدعون إلى السجود تعبداً وتكليفاً ولكن توبيخاً وتعنيفاً على تركهم السجود في الدنيا، ثم إنه تعالى يسلب عنهم القدرة على السجود ويحول بينهم وبين الاستطاعة حتى تزداد حسرتهم وندامتهم على ما فرطوا فيه حين دعوا إليه في الدنيا وهو سالموا الأطراف والمفاصل والفقرات.
فيا أيها الأحبة ويا نفسي العنيدة أولاً… اسجدوا لله بإخلاص لا رياءً ولا سمعة ولا ليقال، مادمتم أصحاء قادرون على السجود… اسجدوا لله قبل أن تصابوا بأمراض الفقرات والأمراض والأوجاع الأخرى فلا تستطيعوا السجود… اسجدوا لله قبل أن يأتي يوم يدعى فيه الكافر إلى السجود فلا يستطيع لأن ظهره (عافانا وعافاكم الله) يصبح كقطعة واحدة فلا يستطيع السجود…
والحمد لله رب العالمين
منقول من مواضيع د.عماد عطا البياتي اخصائي وبائيات والسيطرة على الامراض الانتقالية العراق- بغداد | |
|